الأردن/ خاص:
شارك الإخوة الأستاذ الدكتور/ أحمد بن أحمد باطايع أستاذ الآثار والحضارة اليمنية القديمة بكلية الآداب جامعة عدن ورئيس الهيئة العامة للآثار والمتاحف، والأستاذ الدكتور/ جمال محمد ناصر الحسني أستاذ الآثار والحضارة اليمنية القديمة عميد كلية الآداب بجامعة عدن، في فعاليات الملتقى السبئي في نسخته الخامسة والعشرون لعلوم الآثار والنقوش، المنعقد على مدى ثلاثة أيام من شهر سبتمبر الجاري في منتجع كراون بلازا، في البحر الميت، بالمملكة الأردنية الهاشمية، تحت عنوان (اكتشاف الماضي: آثار وتاريخ جنوب شبه الجزيرة العربية وجيرانها).
وفي افتتاح الملتقى الذي حضره عديد من الخبراء والأكاديميين والباحثين والمؤسسات الدولية المهتمة من مختلف دول العالم أكدت سمو الأميرة دانا الفراس سفيرة منظمة الأمم المتحدة للتراث الثقافي للنوايا الحسنة ورئيسة الجمعية الوطنية للحفاظ على البتراء، خلال كلمتها على دعم الأردن الثابت والدائم لليمن وأمنه واستقراره ووقوفه إلى جانب الشعب اليمني، مشيرة إلى أهمية وحرص الجمعية الوطنية للمحافظة على البتراء، اهتمامها من خلال نشاطها الاقليمي للمساهمة في حماية الآثار والنقوش اليمنية التي تعتبر مهد الحضارات القديمة ومنبع الهجرات البشرية للقبائل العربية.
وقدم الأساتذة الحسني وباطايع الممثلان عن جامعة عدن في هذا الملتقى العلمي بحثاً مشتركاً حول أربعة نقوش مسندية جديدة محفوظة في متحف جامعة عدن، التي عثر عليها في محافظة شبوه، وعن كيفية حماية الآثار من الخراب، مؤكدين في بحثهما على أهمية الصيانة والحفاظ على هذا التراث والمواقع الأثرية، وعلى ضرورة حماية القطع الأثرية من النهب والتهريب إلى خارج الجغرافيا اليمنية، وتداعيات الحرب على المواقع الأثرية والإرث الحضاري في مختلف المحافظات اليمنية التي توقف بسببها كثير من أعمال التنقيب والحفريات الأثرية لبعثات أثرية فرنسية وإيطالية وألمانية،، والتي تعد شاهداً على تاريخ الشعب اليمني وحضارته وما أنجبته تلك الحضارات على مدى الزمن.
وأشار الحسني بأن مشاركتهما في هذا الملتقى لتقديم دراستهما الأخيرة عن حضارة اليمن وكذا المراكز والمنظمات الداعمة بهدف الحفاظ على هذا التراث، والتي كان وجودها إيجابي ومشرف لحماية التراث والمتاحف من الخراب والعبث وقدموا أوراقاً تتضمن مشاريع مساهماتهم في توجيه الدعم نحو صيانة وترميم التراث والمتاحف في اليمن.
وعبر الباحثون العرب والأجانب المشاركون في الملتقى السبئي الـ 25 عن شكرهم للأردن ملكاً وحكومة وشعباً على تعاونهم واحتضانهم الفعالية، مثمنين دور راعي هذا الملتقى الأميرة دانا فراس نائب رئيس ايكوموس الدولية، والمركز الأمريكي لمراكز البحوث الخارجية، والمؤسسة الأمريكية للدراسات، والجمعية الوطنية للمحافظة على البتراء، وعبروا عن شكرهم وتقديرهم الكبير للدكتور/ زيدون زيد الذي كان له الدور الكبير في تنظيم وترتيب هذا الملتقى، الذي يولي اهتماماً كبيراً بآثار وتاريخ وحضارة الجزيرة العربية بصورة عامة، واليمن بصورة خاصة.
وناقش الملتقى على مدى ثلاثة أيام عددٍ من الأوراق والأبحاث العلمية التي قدمتها المعاهد والمراكز الداعمة لحماية التراث والباحثين والمهتمين بالشأن التراثي، التي أماطت اللثام عن جوانب مهمة من حضارة جنوب الجزيرة العربية القديمة، وتطرقوا إلى المخاطر التي تتعرض لها الآثار والمواقع الأثرية للتدمير والتلف بسبب الأوضاع الحالية التي تعاني منها اليمن، بالإضافة إلى عددٍ من الموضوعات المهمة التي طُرحت ونالت اهتمام الجهات المانحة، واهتمام المشاركين بالجانب العلمي والكشوفات الأثرية والدراسات العلمية الحديثة عن تاريخ وآثار ونقوش اليمن القديم، مؤكدين على أهمية دعم مشروع توثيق القطع الأثرية والمتاحف إلكترونيا، وتدريب وتأهيل كادر الآثار في اليمن.
كما أكد ممثلو اليونسكو المشاركين في هذا الملتقى حسن استعدادهم وإقامة مشاريع انمائية تهدف في المقام الأول إلى زيارة محافظة عدن والمحافظات الأخرى للمعاينة وترميم المنازل الأثرية، ومشاريع أخرى لصون التراث، والعمل على تهيئة المتاحف وتدشين فتحها وتشغيلها للزوار.
حضر فعاليات الملتقى الأستاذ/ معمر الإرياني وزير الإعلام الثقافة والسياحة، والدكتور/جلال فقيرة السفير اليمني لدى المملكة الأردنية الهاشمية، والسيدة/ جين جورجين سيبن سفيرة مملكة هولندا في اليمن، والأستاذة/ قبلة محمد سعيد المستشار الثقافي لدى السفارة اليمنية في المملكة الأردنية الهاشمية، والمستشارة /مارسيلا ماسياريك رئيسة شؤون التعاون في السفارة الألمانية في اليمن، والسيد/هايدي فيدركير المدير التنفيذي للمجلس الأمريكي لمراكز البحوث الخارجية، والأستاذ/ سالم العامري نائب رئيس الهيئة العامة للآثار، والأستاذ/محمد سالم السقاف وكيل الهيئة العامة للآثار، والدكتور/ زيدون زيد المسؤول التنفيذي والمنظم للملتقى، وبحضور أكثر من ٦٠ مشاركاً من العلماء والأكاديميين وباحثي الآثار على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وعددٍ من المؤسسات البحثية للدراسات والمتخصصة في مجال الآثار في جنوب الجزيرة العربية والنقوش اليمنية، وعددٍ من ممثلي المنظمات الدولية المانحة في مجال حماية وتأهيل المواقع الاثرية في اليمن.