كلمة رئيس الجامعة

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ،


جامعة عدن هي اول جامعة انشئت على المستوى الوطني نواتها الاولى كلية التربية عدن والتي انشئت  في العام 1970م ورغم حداثة التعليم الجامعي في اليمن الا ان الجامعة تركت بصمتها الواضحة فتنوعت برامجها الاكاديمية – بكالوريوس ، الدبلوم العالي ، الماجستير ، الدكتوراه – في مختلف التخصصات بلغ عدد كلياتها (22) كلية موزعة في خمس محافظات وعدد المراكز (11) مركز تجاوز عدد الطلاب فيها الثلاثين الف طالب وطالبه طاقمها الاداري تجاوز الالف موظف عدد اعضاء هيئة التدريس والتدريس المساعدة الفان وخمسمائة عضوا ، شغل الكثير من منتسبيها و خريجيها  - ولازالوا -  مواقع رفيعة في العمل السياسي ، الدبلوماسي ، الاقتصادي ، والثقافي  داخل الوطن وخارجه وهذا لم يكن لولا الكفاءة التي يمتازون بها عن غيرهم ، لان اعتلاء هذه المناصب والانتماء الى هذا الصرح  يضع على عاتق الجميع  واجب تحمل مسؤولية تطوير الجامعة والمحافظة على مكانتها  .


تحل الذكرى السادسة والاربعون لتأسيس جامعة عدن والبلاد تعيش ظروف صعبة سببتها الحرب الظالمة التي شنها الانقلابيون نتج عنها تردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية والاوضاع السياسية المعقدة وغير المستقرة وما لهذا من اثار وانعكاسات سلبية على جميع مرافق الدولة والتي لم تكن الجامعة بمعزل عن هذه الظروف حيث تعرضت بنيتها التحتية واغلب مبانيها ومنشاتها الى الدمار والعبث المتعمد كما فقدت العديد من منتسبيها (اكاديميين ، وموظفين ، وطلاب ) شهداء وجرحى في سبيل الدفاع عن الكرامة رحم الله جيع الشهداء والشفاء العاجل للجرحى بإذن الله .


ورغم القصف والقتل والحصار لم يقف منتسبي الجامعة مكتوفي الايدي بل انخرطوا في العمل الطوعي في الاغاثة لمد يد العون والتخفيف من معانات الناس في المحافظات التي تواجدوا فيها والبعض التحق بجبهات القتال للمشاركة للتصدي للعدوان ومنهم من عمل في القطاع الصحي بل ان منشئات الجامعة التي لم تتضرر من الحرب كانت مقرات للسلطة التنفيذية لممارسة اعمالها مؤقتا واعمال الاغاثة وايواء اللاجئين والنازحين من مختلف المحافظات والمديريات ، وهذه اعمال مدعاة للفخر والاعتزاز ، وبعد ان تحررت محافظة عدن والمحافظات الجنوبية الاخرى سعت الجامعة وبشكل دؤوب ومستمر وكانت السباقة في تطبيع الحياة والمسارعة في العودة الى الدراسة والدفع بالعملية التعليمية دون كلل وبضغط على النفس لتعويض ما فات رغم شحة الامكانات وانعدام الموارد وصعوبة الاوضاع ، ان امامنا الكثير من الصعاب التي يجب تجاوزها والتغلب عليها والدفع بعجلة البناء نحو النجاح والجميع مطالب ببذل قصارى الجهود رغم هذه الظروف التي تمر بها البلاد وهو ما يمثل تحديا كبيرا والدور المناط بالجامعة والمراكز البحثية ليس التعليم فقط وتخريج الكوادر البشرية المؤهلة بل عليها التفاعل الايجابي مع المحيط الاجتماعي وربط رؤيتها ورسالتها  في حل المشكلات التي تواجهها وتلبية متطلباتها وتكون محورا اساسيا وفاعلا في تنمية المجتمع والعمل على خلق بيئات عمل مشتركة لمختلف القطاعات وايجاد فرص عمل من خلال ربط مخرجات التعليم بمتطلبات سوق العمل وتطوير البحث العلمي  وتطوير اساليبه ، المهمة التي يجب ان نضعها نصب اعيننا هي النجاح الذي لن يتأتى دون تعاون الجميع والتميز هو بجودة مخرجاتنا وان نكون الاكثر ابداعا في مجالات البحث العلمي والتعليم وانتاج المعرفة والعمل على الارتقاء بمنظومة التعليم الجامعي الوطني وجودة برامجه الاكاديمية وتبوء مكانة مرموقة وسمعة رفيعة على المستوى المحلي والدولي وادارة الخدمات وتطوير الاداء الاكاديمي ، والنجاح الذي يأمله الجميع لابد له من تخطيط مبني على الشراكة العلمية والمجتمعية وصياغة الرؤى وتحديد الاهداف وايجاد الاليات الكفيلة بالتنفيذ الصحيح ووضع استراتيجية علمية واضحة قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى وأي عمل يكتب له النجاح لابد ان يكون بعيدا عن العصبيات والتراكمات النفسية والمناطقية لان جميعها تقف عائقا امام أي نهضة . 



  أ.د. الخضر ناصر لصور

       رئيس الجامعة